22
ديسمبر
في مجتمعاتٍ تُقيم قُدسيةً زائفةً حول الجهل، يصبح الوعي عبئًا ثقيلًا يُثقل كاهل أصحابه، ويحكم عليهم بالنفي والتهميش. هنا، تتحول المعايير وتنعكس القيم؛ فبدلًا من أن يكون العلم مفتاحًا للتقدم، يُنظر إليه كتهديدٍ للاستقرار. وبدلًا من الاحتفاء بالمفكرين والمبدعين، يُحاصرون بتهم الكفر والخروج عن الجماعة. إن تقديس الجهل ليس مجرد حالة اجتماعية عابرة، بل هو نظامٌ معقد يتداخل فيه الدين والسياسة والعادات الاجتماعية. يبدأ هذا التقديس بتغليف الجهل برداء الفضيلة، حيث يُربط بالبساطة أو الإيمان العميق، ويتعزز من خلال تحقير الأسئلة والنقاشات الفكرية، وكأنها سُمٌّ يُهدد نسيج المجتمع. في هذه المجتمعات، يُعامل الوعي وكأنه خطرٌ داهم. من يجرؤ على التفكير…